قوله تعالى: {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين 90 آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين 91 فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون 92}
  «آمَنْتُ»، أو بتقدير: «وقلت إنه»، وهي قراءة ابن مسعود، وقرأ الباقون: (أَنَّهُ) بالفتح على إعمال «آمَنْتُ» فيه، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
  قراءة العامة: «جَاوَزْنَا» بالألف، وعن الحسن: «جَوَّزْنا:» بالواو، وهما لغتان.
  وقراءة العامة: «عَدْوًا» بفتح العين خفيفة من عدا يعدوا نحو: غزا يغزو غزوًا، وعن الحسن بضم العين وتشديد الواو، مثل علا يعلو عُلُوًّا.
  وقرأ يعقوب وقتيبة: «نُنْجِيكَ بِبَدَنِكَ» خفيفة من أنجى ينجي إنجاء. وقرأ الباقون بالتشديد من «نَجَّى يُنَجِّي».
  وقراءة العامة: «لِمَنْ خَلْفَكَ» بالفاء، يعني: لمن بعدك، وقرأ علي #: «لِمَنْ خَلَقَكَ» بالقاف، يعني: اللَّه تعالى.
  · اللغة: البغي: طلب الاستعلاء بغير حق، وأصله الطلب، بغى يبغي إذا طلب. أَتْبَعَهُ وتَبعَهُ: إذا أدركه ولحقه، واتَّبَعَهُ بالتشديد: إذا صار خلفه، واقتدى به. والنجوة: الأرض يعلوها السيل، سميت بذلك لارتفاعها، يقال: بيني وبينه نَجَاوَة من الأرض، أي: سعة، وأصله من الارتفاع، ومنه: النجو: السحاب، ومنه: المناجاة بين اثنين.
  · الإعراب: العامل في قوله: «آلآنَ» محذوف، وتقديره: آلآن آمنت؛ لأنه هو الذي ظهر منه في تلك الحال مما كان يمتنع عليه قبل، و (آلآن) مبني؛ لأنه إشارة إلى حاضر، فبني كما بني واو ألف. واللام في (آلآن) للتعريف.
  «بَغْيًا وَعَدْوًا» نصب على الحال، أي: في حال البغي والعدوان.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما آل إليه حال فرعون وقومه، فقال سبحانه: «وَجَاوَزْنَا بِبنِي