التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99 وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون 100}

صفحة 3434 - الجزء 5

  · اللغة: المشيئة والإرادة والمحبة من النظائر يقال: شاء مشيئة، وأراد إرادة، والمشيئة جنس من الأعراض يوجب الحكم للحي؛ وتُحِلُّ القلب، وضدها الكراهة.

  والكُره، بضم الكاف: المشقة، وبالفتح: ما أُكْرِهْتَ عليه، وهو أن تكلف الشيء فتفعله كارهًا، وقيل: الضم والفتح بمعنى، والكراهة والكره والكراهية من النظائر، وكرهت الشيء كرهًا، وأكرهته عليه إكراهًا.

  والإذن: الإطلاق بالفعل، ثم يستعمل في الأمر والإباحة، واللطف ونحوه، ويستعمل بمعنى العلم، وأصله من الإذن، كأنه أذن له بقول يسمع بالأذن.

  والنفس والذات واحد، وهو ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، وهو مأخوذ من النفاسة.

  · الإعراب: قال الأخفش: جاء قوله: (جَمِيعًا) مع (كل) كما قال: {لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} و (كل) رفع؛ لأنه نعت لـ (مَنْ) و (مَنْ) في محل الرفع؛ لأن الفعل مضاف إليه، تقديره: لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ «جَمِيعًا» نصب على الحال.

  «وَيَجْعَلُ» رفع على الابتداء، ولم يعطفه على (حتى)، عن الأخفش

  · النزول: قال ابن عباس: كان رسول الله ÷ حريصًا على إيمان جميع الناس، وأن يتابعوه طوعًا أو كرهًا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

  · المعنى: لما تقدم أن إيمان المختار ينفع، ولا ينفع إيمان الْمُلْجَإِ بين أنه لو كان ينفع