التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل ياأيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين 104 وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين 105 ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين 106 وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم 107}

صفحة 3441 - الجزء 5

  · اللغة: الشك: وقوف في المعنى ونقيضه كمن يشك كون زيد في الدار فلا يكون لإحدى الصفتين عنده مزية على الأخرى، فيقف، وقيل: الشك معنى غير الاعتقاد، عن أبي علي، وكان يقول ذلك أبو هاشم، ثم رجع فقال: ليس بمعنى، وهو اختيار القاضي.

  والتوفي: قبض الشيء على التمام، ومنه: وَفَى، واستوفى، وتوفيت حقي من فلان، واستوفيته بمعنى.

  والإقامة: نصب الشيء، ونقيضه: الإضجاع، وأصله من القيام: خلاف القعود، ومنه: أقام بالمكان: إذا استمر فيه، كاستمرار القيام في جهة الانتصاب.

  والوجه: جارحة معروفة، وهو ما واجهك، ويستعمل بمعنى الجهة، كقولك: معلوم من وجه كذا، ويستعمل بمعنى عين الشيء كقولك: هذا وجه الرأي، ومنه: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}.

  [والحنيف]: قيل: أصله. الميل، ويسمى [الحنيف]؛ لأنه يميل إلى الحق، وقيل: أصله الاستقامة، وقيل لمائل القدم: أحنف، تفاؤلاً، كما يقال: مفازة.

  المماسة بين الشيئين: اتصال من غير انفصال، وهما كونان في محلين متجاورين، وقيل: هو التأليف الذي يحل جزأين، ويتولد من الكون.

  والكشف: رفع الساتر.

  · الإعراب: «إن كنتم» شرط وجوابه في قوله: «لا أعبد».

  ومتى قيل: كيف يصح ذلك، وهو لا يعبد غيره شَكُّوا أم لا؟

  قلنا: لأن معناه: إن كنتم في شك فلا تطمعوا في تشكيكي حتى أعبد غير اللَّه كعبادتكم.