قوله تعالى: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير 1 ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير 2 وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير 3 إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير 4}
  والبشارة: إعلام بما يظهر سروره في بشرة الوجه، وبشير ومبشر بمعنى، إلا أن في «بشير» مبالغة.
  والاستغفار: طلب المغفرة.
  · الإعراب: {الر} محله رفع بالابتداء، وخبره: «كِتَابٌ»، وقيل: «كِتَابٌ» رفع؛ لأنه خبر ابتداء مضمر، أي: هذا كتاب.
  وموضع «أن لا تعبدوا» من الإعراب يحتمل وجهين: الرفع على إضمار، تقديره: وفي ذلك الكتاب ألا تعبدوا، ويحتمل النصب بنزع الخافض، تقديره: بألا تعبدوا، وقيل: [لئلا تعبدوا]، عن الأصم.
  يقال: ما معنى (أنْ) قلنا: يحتمل وجهين:
  أحدهما: أن يكون بمعنى المصدر، كقولك: كتبت إليه ألا يخرجَ.
  الثاني: معناه بأن، أو لأن.
  و «يُمَتِّعْكُمْ» جزم؛ لأنه جواب الأمر، و (إلا) في قوله: «أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ» معناه: الإيجاب للمذكور بعدها، ونفي ما سواه، وهو بمنزلة الاستثناء، تقديره: لا تعبدوا أحدا إلا اللَّه.
  · المعنى: قد مضى تفسير {الر}، وبَيَّنَّا الأقاويل فيها، وأن أولى الأقاويل ثلاثة:
  أولها: أنه اسم للسورة، على ما قاله الحسن وأبو علي.
  الثاني: أنه إشارة إلى إعجاز القرآن من حيث تألفه من هذه الحروف، وأنتم تتكلمون بها، وعجزتم عن مثلها.