قوله تعالى: {الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير 1 ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير 2 وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير 3 إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير 4}
  الثالث: أن لكل حرف منها معنى، وهو حرف من اسمه تعالى، على ما روي عن ابن عباس.
  ومن قال: بالأول والثاني يستدل بأنه عقب الحروف في جميع القرآن بذكر الكتاب.
  وقيل: (الر) أنا اللَّه أرى، «كِتَابٌ» يعني القرآن.
  «أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ» فيه أقوال:
  الأول: أحكمت الآيات ولم ينسخ منها. شيء كما نسخت الكتب والشرائع، «ثُمَّ فُصِّلَتْ» ببيان الأحكام والحلال والحرام، عن ابن عباس.
  الثاني: أحكمت آياته بالأمر والنهي، ثم فصلت بالوعد والوعيد والثواب والعقاب، عن الحسن، وأبي العالية.
  الثالث: أحكمت آياته من الباطل، ثم فصلت بالحلال والحرام، عن قتادة.
  الرابع: أحكمت آياته بالجملة، ثم تليت وفرقت بذكر آية آية، عن مجاهد.
  الخامس: أحكمت آياته في كونها حجة، ثم فرقت في وجوه ما احتيج إليه، عن الأصم.
  السادس: أتقنت فلا خلل فيها، ثم فصلت بإنزال آية آية ليتدبروا ويتفكروا، ويتفقهوا، عن أبي علي.
  السابع: أحكمت نظمه بأن جعل على أبلغ وجوه الفصاحة حتى صار معجزًا، «ثُمَّ فُصِّلَتْ» بالشرح والبيان للفروض التي بينه، فكأنه قيل: محكم النظم، مفصل الآيات مشروحة مبينة، عن أبي مسلم.
  «مِنْ لَدُنْ» أي: هذا الكتاب الذي أتاكم من عند «حَكيمٍ خَبِيرٍ» أي: حكيم في