قوله تعالى: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور 5 وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين 6}
  · الإعراب: (من) في قوله: «من دابة» قيل: صلة وتأكيد؛ لأن المعنى لا دابة إلا ورزقها على اللَّه، كقولك: ما أتاني من أحد
  · النزول: قيل: نزلت في الأخنس بن شريق، وكان حلو الكلام، حلو المنظر، يلقى رسول اللَّه، ÷ بما يحب، وينطوي بقلبه على ما يكره.
  وقيل: نزلت في بعض المنافقين، كان إذا رأى رسول اللَّه ÷ ثنى صدره وظهره، وطأطأ رأسه، وغطى وجههُ كيلا يراه النبي ÷، عن عبد اللَّه بن شداد.
  وقيل: قال المشركون: إنا لنغلق أبوابنا، ونرخي ستورنا، ونستغشي ثيابنا، ونثني صدورنا على ما نسر من عداوة محمد، وما يعلم به أحد، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن الأصم.
  · المعنى: لما تقدم ذكر القرآن والدعاء إلى الإسلام بَيَّنَ تعالى فعلهم عند سماعه، فقال سبحانه: «أَلا إِنَّهُمْ» يعني الكفار، وقيل: المنافقين، والأول أصح؛ لأن النفاق كان بالمدينة «يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ» قيل: يثنون على عداوة النبي ÷، عن الفراء، والزجاج. وقيل: ما هم عليه من الكفر، عن الحسن، وقيل: يثني صدره على سبيل الانحناء في خطابه لكافر مثله، عن أبي علي، وقيل: ولى ظهره إذا رأى رسول اللَّه ÷، عن عبد اللَّه بن شداد، وقيل: يخفون ما في صدورهم، عن ابن