قوله تعالى: {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور 5 وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين 6}
  وقيل: يعلم حيث يتصرف وينقلب، ويعلم حيث يسكن، عن أبي علي.
  وقيل: مستقرها مأواها الذي تأوي إليه، ومستودعها يعني يعلم ما أودعها من تدبير اللَّه الذي خلقها، عن الأصم.
  وقيل: مستقرها وجه الأرض، ومستودعها بطن الأرض.
  «كُلٌّ» يعني كل ذلك «فِي كِتَابٍ مُبِينٍ» أي: مثبت في اللوح المحفوظ، فثبته لطفا للملائكة وغيرهم، وفي الإخبار عنه لطف لنا، وقيل: «في كِتَابٍ مبينٍ» أي: في علم اللَّه قبل كونه، يعني إذا علم كل شيء قبل كونه، فكيف يقدرون على إخفائه، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى لا يخفى عليه شيء؛ لأنه عالم لذاته لا اختصاص لذاته بمعلوم دون معلوم، فيعلم الجميع.
  وتدل على أنه تعالى هو الرازق، وأنه المتكفل برزق كل حي، وأنه أوجب ذلك على نفسه من حيث الحكمة.
  وتدل على أن الرزق لا يكون إلا حلالاً؛ لأن الغاصب لا يجعل اللَّه ما غصبه له؛ ولذلك يسترد منه، ويستحق الذم واللعن.
  وتدل على أن ما فعلوا في قوله: «يثنون» و «يستغشون» فعلهم، فيصح قولنا في المخلوق.