التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين 7 ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون 8}

صفحة 3457 - الجزء 5

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ٧ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٨}

  · القراءة: قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بن هشام: «سَاحِرٌ» بالألف، يعنون النبي ÷، والباقون: «سِحْرٌ» بغير ألف؟ يعنون القرآن.

  · اللغة: الأُمَّةُ: الجماعة على طريقة واحدة، وأصله: القصد، كأنها تقصد أمرًا واحدًا، ثم يستعمل في أشياء، فالأمة: الرجل الجامع للخير؛ لأنه يُقْصَدُ، ومنه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} والأمة: الدين، ومنه: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} والأمة: الجماعة ومنه: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} والأمة: الصنف، ومنه: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} والأمة: أتباع الأنبياء، ومنه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} والأمة: المدة من الزمان، ومنه: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} وسميت بذلك؛ لأن الأمة فيها تكون.

  والحبس: المنع في خباء، حبسه يحبسه حبسًا، فهو محبوس، ومنه قول شريح: جاء محمد برفع الحبس. أراد ما كان يحبسه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة، والوصيلة والحام، ومنه سمي الوقف حبسًا، وما روي أن خالدًا جعل أمواله ورقيقه وأعبده حبسًا في سبيل اللَّه.

  والأعتد: جمع العتاد، وهو ما أعده الإنسان من آلة الحرب.