التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل 12 أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين 13 فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون 14}

صفحة 3464 - الجزء 5

  وتدل على أن هذه الأعمال فعل العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل على أن الأجر جزاء أعمالهم، فيبطل قولهم أيضًا.

قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ١٢ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٣ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٤}

  · اللغة: الضِّيق بكسر الضاد: ضد السعة، والضَّيِّق: الشيء، والضَّيْقُ بفتح الضاد والضَّيْقَةُ بفتحها: الفقر، وضائق وضيِّق بالتشديد بمعنى، إلا أن الضائق يكون بضيق عارض، خلاف اللازم، وضائق في الآية أحسن من «ضَيِّق» لوجهين: أحدهما: أنه عارض، والثاني: أنه أشكل بتارك.

  والكنز: المال المدفون، سمي بذلك لاجتماعه، وكل مجتمع من لحم وغيره مكنز، وكنزت التمر في وعائه أكنز، أي: جمعت، إلا أنه في الشرع صار اسمًا لكل مال لم يخرج منه زكاته، وإن لم يكن مدفونًا.

  والاستجابة: طلب الإجابة بالقصد إلى فعله، ويُقال: استجاب بمعنى أجاب، يقال: استجاب اللَّه دعاءك.

  · الإعراب: «أم يقولون» استفهام والمراد التقرير، كأنه قيل: بل يقولون، وقيل: فيه حذف، تقديره: أيكذبونك أم يقولون افتراه، عن أبي علي.