قوله تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون 50 ياقوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون 51 وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين 52}
  وقيل: لما فيها من علو الطبقة في البلاغة والتصرف في الألفاظ والمعاني، وليصبر الرسول ÷ على أذى قومه حالاً بعد حال.
قوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ٥٠ يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٥١ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ٥٢}
  · اللغة: المدرار: الكثير المتتابع، يقال: دِيَمةٌ مدرار، أي: كثير المطر، وهو «مِفْعَال» من الدرور، و «المِفْعال» بناءٌ للمبالغة كمِعْطَار، ولا يؤنث، ويُقال: درت السماء: إذا مطرت، وأصله: من درَّت الماشية، أي: خرج اللبن من الضرع، ودر الضرع:
  إذا امتلأ لبنًا، ودرت العروق: إذا امتلأت دمًا.
  · الإعراب: نصب «هُودًا» بفعل مضمر أي: وأرسلنا إلى عاد هودًا، وإنما حذف لتقدم الدليل في قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا} قال أبو مسلم: هو عطف على قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا}.
  و (عاد) ينصرف إذا ذهب به إلى معنى الحي، ولا ينصرف إذا ذهب به إلى معنى القبيلة.
  وقال أبو مسلم -: «يرسل السماء» جزم لأنه جزاء، «ويزدكم» معطوفًا عليه، و «استغفروا» شرط يستحق به الجزاء، وكسر لام (يرسل) لالتقاء الساكنين.