التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير 63 وياقوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب 64 فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب 65}

صفحة 3522 - الجزء 5

  · اللغة: الخُسْرُ والخسران بمعنى، كالكفر والكفران، وخسرت الشيء وأخسرته: نقصته، وخسرت في البيع، وكل شيء: نقصته، ولم توفره، فقد خسرته.

  والديار: جمع دار، وأصله من الدور، وسميت بذلك لأنها جامعة لأهلها، ثم تسمى البلد دارًا والقبيلة دارًا، ومنه: ديار بكر، وديار ربيعة، وقيل: كل موضع ذكر الدار فإنه يعني القرية، وكل موضع ذكر الديار فإنما عنى منازلهم، حكاه الأصم.

  عصيته فمن ينصرني إلا أنه استغني بالأول فلم يظهر

  · الإعراب: يقال: أين جواب (إنْ) الأولى؟ و (إنْ) الثانية؟

  قلنا: أما الأولى فجوابها الفاء، وأما الثانية فجوابها محذوف بتقدير: إن عصيته [فمن ينصرني إلا أنه] استغنى بالأول، فلم يظهر.

  ومعنى (مَنْ) في قوله: «مَن ينصرني» استفهام، والمراد به النفي، أي: لا ناصر لي إن عصيته، وقوله: «أرأيتم» لا مفعول له؛ لأنه ملغى كما يلغى إذا دخل عليه لام الابتداء في قوله: أرأيت لَزَيْدٌ خير منك، وأنه نصب على الحال، كقولك: هذا عبد اللَّه قائمًا، ونصب «فيأخذكم» على جواب النهي أي: لا تمسوها فيأخذكم.

  فيقال: في قوله: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ} فما الفرق بين الجواب بالفاء والعطف؟

  قلنا: العطف يوجب الاشتراك في المعنى، والجواب يوجب أن الثاني كالأول كهذه الآية أن الأخذ للمس.

  يقال: ما أصل أيام؟

  قلنا: أصله أيوام؛ لأن أصله يوم، فلما اجتمع الواو والياء، والأول منهما ساكن