قوله تعالى: {قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير 63 وياقوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب 64 فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب 65}
  صماء، وخرجت وهي حامل. كما طببوا، وكانت تشرب يومًا جميع المياه تنفرد به، ولهم يوم، وتأتي المرعى يومًا، والوحش يومًا، وكان يكفي لبنها أهل تلك البلد مع كثرتهم، وقيل: أتى صالح صخرة فنقبها فإذا هي ناقة لها سقب، عن الأصم، «فَذَرُوهَا» أي: دعوها «تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ» من العشب والنبات. «وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ» أي: لا يصبها سوء من قتل أو جرح أو غيره «فَيَأْخُذَكُمْ» إن فعلتم ذلك «عَذَابٌ قَرِيبٌ». فيهلككم «فَعَقَرُوهَا» قيل: لأنهم كرهوا بأن يكون لها يوم، ولهم يوم لضيق الماء والمرعى على مواشيهم، وقيل: عقروها رغبة في سمنها، وقيل: بغضًا على صالح كعادة الجهال، وقيل: عقرها أحمر ثمود، وضربت العرب المثل في الشؤم به، قيل: لما عقروها وقتلوها وأفلتهم السقب، فصعد الجبل ورغا، وقال: أي رب أي رب أمي أمي أمي، حكاه الأصم، «فَقَالَ» لهم صالح «تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ» تبقون في داركم أحياء «ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» فإن أصررتم أهلككم بعد ذلك فإنه «وَعْدٌ غَيرُ مَكْذُوبٍ». قيل: غير مكذوب فيه، وقيل: غير كذب، وقيل: إنما أمهلكم ثلاثة. أيام [ليتوبوا] رحمة منه، فلما أصروا ولم يتوبوا هلكوا، عن أبي مسلم، وقيل: قال لهم: تصفر ألوانكم في اليوم الأول، وتحمر في اليوم الثاني، وتسود في اليوم الثالث، ثم في اليوم الرابع يصبحكم عذاب أليم، عن الأصم وغيره. وقيل: عقروها يوم الأربعاء، وأتاهم العذاب يوم الأحد، عن الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية على فساد التقليد، وأن الواجب اتباع الأدلة؛ لذلك عابهم لما عولوا على تقليد الآباء، وحاجهم بالبينة.
  وتدل بأن العاصي إذا عذب بعد إقامة البينة فلا تخلص له من العذاب، خلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن العذاب يستحق على الأعمال.