قوله تعالى: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب 77 وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد 78}
  قال أبو علي: فيدل قوله: «أَهْلَ الْبَيْتِ» على أن امرأة الرجل من أهل بيته، فتدل من هذا الوجه أن أزواج النبي ÷ من أهل بيته، خلاف ما تقوله الرافضة.
  وتدل على حسن الجدال؛ لأنه تعالى لم ينكر على إبراهيم جداله، ولكن بين أن الأمر جاء بهلاكهم قطعًا.
  ويدل أنه تعالى يسمى حميدًا مجيدًا، خلاف ما تقوله الباطنية.
  وتدل على أن ذلك الجدال فعل إبراهيم #، ولم يكن خلقًا له تعالى
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ٧٧ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ٧٨}
  · القراءة: قراءة العامة: «هُنَّ أَطْهَرُ» بضم الراء، على أنه خبر الابتداء، و «هُنَّ» ابتداء. وقراءة الحسن، وعيسى بن عمر: «أطهرَ» بنصب الراء، جعلوا (هن) فصلا وعمادًا، والمعنى: هَؤُلَاءِ بناتي أطهرَ، فنصب على خبر المعرفة؛ لأن «بناتي» معرفة وَ «أطهر» نكرة، ولا يجوز ذلك عند الخليل وسيبويه وأكثر النحويين، وأما القراءة فلا تجوز البتة.
  وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر ونافع: «وَلَا تُخْزُونِي» بإثبات ياء الإضافة على الأصل، والباقون بحذفها للتخفيف، ودلالة الكسر عليه.