التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب 77 وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد 78}

صفحة 3538 - الجزء 5

  · اللغة: سِيءَ بهم: أي: أُحْزِنَ لمجيئهم، يُقال: سُؤْتُهُ فَسِيءَ، كقولهم: شغلته فَشُغِلَ، وسررته فَسُرَّ، والسوء: ما يظهر مكروهه لصاحبه، وأصل سِيءَ سُوِئَ بهم من السوء، إلا أن الواو سكنت ونقلت كسرتها إلى السين.

  والعصيب: الشديد في الشر خاصة، وأصله من الشد، يقال: عصبت الشيء: شددته، والعصابة: شَيءٌ يُشَدُّ به الرأس، اعتصب فلان بالتاج، وعصبت الشجرة: انتشر ورقها، وعصبت فخذ الناقة لِتُدِرَّ، وناقة عصيب: لا تدر حتى تعصب، قال الشاعر:

  فَإنَّكَ إلَّا تُرْضِ بَكْرَ بْنَ وَائِل ... يَكُنْ لَكَ يَوْمٌ بِالعِرَاقِ عَصِيبُ

  والإهراع: الإسراع في المشي، قال صاحب (العين): هو السوق العنيف، أو الحثيث، قال أبو مسلم: والقِران بالسوق أشبه.

  والركن: معتمد البناء بعد الأساس، والركن: الناحية من الجبل، وأركان كل شيء: نواحيه، وبه يشبه العشيرة وأعوان الرجل.

  · الإعراب: (ضيف) يكون للواحد والجماعة، وجواب (لَوْ) في قوله: «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً» محذوف، دل عليه الكلام، تقديره: لحلت بينكم وبينهم.

  «بهم» الضمير قيل: يعود على الملائكة، وقيل: على قومه، فعلى الأول قيل: ضاق ذرعا بأضيافه، وعلى الثاني: ساء ظنًّا بقومه.

  و (قَبْلُ) و (بَعْدُ) بُنِيَا على الضم، فإذا أضيفا أعربا.