قوله تعالى: {قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز 91 قال ياقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط 92 وياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب 93 ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين 94 كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود 95}
  رَهْطُكَ» عشيرتك وقومك الَّذِينَ يخالفونك ويوافقوننا، عن الأصم، وقيل: كان له عشيرة يمنعونه منهم، عن أبي علي. «لَرَجَمْنَاكَ» قيل: رجمناك بالحجارة حتى قتلناك، عن أبي علي، وأبي مسلم، وقيل: شتمناك، وقيل: طردناك «وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ» قيل: لست بالمحل الذي يعز علينا طردك وقتلك، وإنما نحترمك لعشيرتك، وقيل: لست عندنا بعزيز بل ذليل، «قَالَ» شعيب: «[يَاقَوْمِ] أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ» قيل: أتتركون المعصية لرهطي، ولا تتركون لله تعالى، وقيل: أرهطي أعظم حرمة من اللَّه، عن الأصم، وقيل: تراقبون قومي ولا تراقبون اللَّه «وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ» قيل: اتخذتم اللَّه، والهاء كناية عنه أي: نسيتم اللَّه، عن ابن عباس، والحسن، وأبي علي، وقيل: ما جاء به شعيب، عن مجاهد، أي: تركتم ما جاء به، وقيل: اتخذتم أمر اللَّه، عن الزجاج «وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا» أي: نبذتموه وراء ظهوركم وتركتم أمره، وقيل: جعلتم اللَّه بمنزلة الفضل، عن ابن زيد، وقيل: حملتموه على ظهوركم أي: فعلتم ما تستحقون به سخطه وعقابه، كقولك: حمل الناس على ظهره، أي: أسخطهم عليه، عن الأصم «إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» قيل: عالم بأعمالكم فلا تعصوه، وقيل: عليم بأعمالكم فيجازيكم، وهو وعيد «وَيَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ» قيل: اعملوا على ما تظنون من التمكين في أرضكم، والأمن من العذاب الذي كذبتم به، وقيل: اعملوا على ما يُمَكِّنُكُم، قال أبو مسلم: وكلا الوجهين يؤول إلى معنى واحد، أي: اعملوا أنتم على ما تقولون، وأعمل أنا على ما أقول، وقيل: على ما أنتم عليه من دينكم، ونحوه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، عن الأصم، وقيل: فيه دليل أنه أيس من قومه، وقيل: اعملوا على مواضعكم، وقيل: هذا تهديد، كأنه قيل: كما أمرتم بأن تكونوا على هذه الحال من الكفر نحو قوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ} عن علي بن عيسى «إِنِّي عَامِلٌ» على ما أمرني ربي «سَوْفَ تَعْلَمُونَ» أينا المخطئ الجاني على نفسه «مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ» يفضحه «وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ» ويجزي الكاذب «وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ» أي: انتظروا العذاب أن ينزل بكم، فأنا أنتظره، عن أبي علي،