قوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق 106 خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد 107 وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ 108}
  الإماء اللواتي يحملن القِرَبَ، وقيل: الزفير الشهيق؛ لأن الشهيق رَدُّ النفس، والزفير إخراج النَّفَسِ، وقيل: الشهيق: صوت فظيع يخرج من الجوف بمد النفس، عن علي بن عيسى، وأصله: الطول المفرط في قولهم: جبل شاهق: أي: ممتنع طولاً، ورجل شاهق: إذا اشتد غضبه، كأنه يمنع بها، وقيل: الزفير: أول نهاق الحمير، والشهيق: آخر نهاقها، قال ابن عرفة: والزفير من الصدر، والشهيق من الحلق، والزفير: أصوات المكروبين، زَفَرَ يَزْفِرُ، نحو ضَرَبَ يَضرب.
  والجَذُّ: القطع، والمجذوذ: المقطوع، وجَذَّهُ: قطعه، ومنه: الحديث (أنه كان يأكل جَذِيذَة قبل أن يغدو في حاجته) أراد: شربة من سويق، سميت جذيذة؛ لأنها تجذ.
  · الإعراب: (ما) في قوله: «مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ» (ما) المصدر بتقدير: يدوم كدوام السماوات والأرض.
  و (عطاء) نصب على المصدر، أي: أعطاهم عطاء، فهو حال.
  و (خَالِدين) نصب على الحال.
  · المعنى: لما تقدم ذكر القيامة، وأن منهم شقي وسعيد، بيّن حال كل واحد، فقال سبحانه: «فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا» باستحقاق العذاب جزاء على أعمالهم «فَفِيْ النَّارِ» أي: يدخلون في النار «لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ» قيل: الزفير: الصوت الشديد، والشهيق: الصوت الضعيف، عن ابن عباس، وقيل: الزفير أول نهاق الحمار، والشهيق: آخره حين يفرغ من صوته يردده في جوفه، عن مقاتل والضحاك. قال قتادة: صوت الكافر في النار صوت الحمار أوله زفير، وآخره شهيق، وقيل: الزفير في الحلق، والشهيق في الصدر، عن أبي العالية، وقيل: هو أصواته بالويل والثبور، وقيل: هو البكاء