التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص 109 ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب 110 وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير 111}

صفحة 3573 - الجزء 5

  والنصيب: الحظ، وهو القسم المجعول له، يقال: هذا نصيبك من الإرث.

  ومنه: أنصباء الورثة.

  والكلمة واحد الكلم. والاختلاف: ذهاب كل واحد إلى جهة غير جهة الآخر.

  · الإعراب: «كُلًّا» قيل: نصب لأنه اسم (إن)، ومن خفف (إن) حذفوا التشديد، وتركوا العمل على حاله، كقولهم: لم يك زيد قائمًا، فحذف النون ولم يتغير العمل، وقيل:

  نصب لوقوع التوفية عليه.

  فأما (اللام) في قوله: «لما» قيل: لام القسم دخلت على (ما) التي للتوكيد، وقيل: لام الابتداء دخلت على (ما) بمعنى (الذي).

  فأما (اللام) في «ليوفينهم» فلام القسم، والفرق بينهما أن لام القسم تدخل على الماضي والمستقبل، ولام الابتداء لا تدخل إلا في المستقبل، وتصاحب النون الثقيلة، فلا تفارقها، عن أبي مسلم.

  ويقال: (كل) هو معرفة؟

  قلنا: نعم؛ لأنه إنما يحذف منها ما قد عرف، والمعنى: وإن كل المكلفين ليوفينهم.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: فيه وجوه:

  قيل: لما قص نبأ الأمم، وأنه أهلكهم بكفرهم وعبادة غير اللَّه، اتصل به «فلا تك في مرية» في بطلان ما كانوا عليه، وإنا لنوفينهم جزاء أعمالهم.