التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون 11 أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون 12}

صفحة 3603 - الجزء 5

  وتدل على أن التوبة من القتل تصح، خلاف ما قاله بعضهم؛ لأنه تعالى حكى عنهم، ولم ينكر.

  وتدل على أنه لا يجوز للآباء إظهار الميل إلى بعض أولادهم حتى لا يؤدي ذلك إلى فتنة وتحاسد، كما كان فيهم.

  وتدل على أن ميله إلى بعضهم لبَعْض الأغراض الصحيحة جائز، وأن يعقوب مال إليه لبعض الوجوه التي ذكرنا، وقيل للحسن: أيحسد المؤمن؟ قال: أنسيت حديث بني يعقوب، حيث حسدوا يوسف، ولكن غمه في صدرك، ولن يضرك ما لم تظهره بيد أو لسان.

قوله تعالى: {قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ١١ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ١٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «تَأْمَنَّا» مشددة النون من غير إشمام، والقراء السبعة بالإشمام، وهو الإشارة إلى النون المدغمة بالضمة، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم؛ لأن أصله: (تأمنُنَا) بنونين، فأدغمت إحداهما في الأخرى، وفيه أربعة أوجه: (تأمنُنَا) بالإظهار على الأصل؛ لأن النون من كلمتين، و (تَأْمَنَّا) بالإدغام لالتقاء المثلين من غير إشمام، و (تأمنا) بالإدغام والإشمام للإشعار بالأصل، و (تئمنا) بكسر التاء، لأن ماضيه فَعِلَ نحو: حَمِدَ، إلا أن القراءة بالإدغام والإشمام.

  وفي «يرتع ويلعب» خمس قراءات:

  الأول: قرأ ابن كثير بالنون فيهما «نَرْتَعِ وَنَلْعَبْ» أضاف الفعل إليهم