قوله تعالى: {فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون 63 قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين 64 ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا ياأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير 65 قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل 66}
  وقيل: خاف أن يتعذر عليهم ثمن الطعام، فلا يعودوا، فرد البضاعة ليسهل عليهم العود، وعلى أبيهم إرسالهم، عن الكلبي.
  وقيل: ليرجعوا ويعرفوا سبب ردها، فكل ذلك أدعى لهم إلى الرجوع.
  وقيل: أراد أن يتسعوا به، وخشي أن يضرهم أخذه؛ لأن الزمان زمان شدة.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن يوسف كان يسأل عن أحوالهم، ويتبع ذلك شيئًا فشيئًا، حتى طلب أخاهم؛ لأنه لو سألهم ابتداء لكان فيه تهمة.
  قال أبو علي: إنما أراد أن يصل خبره إلى أبيه، فيعلم أنه حي من حيث لا يعرف إخوته، فيكتمونه.
  وتدل على أنه أراد منهم الرجوع؛ لذلك رد البضاعة.
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٦٣ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٦٤ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ٦٥ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ٦٦}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «يكتل» بالياء، وهي قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب، يعني: أخاهم بنيامين يكتل لنفسه، كما نكتال نحن لأنفسنا، وقرأ الباقون: «نكتل» بالنون أي: نكتال نحن وهو.