قوله تعالى: {فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا ياأبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون 63 قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين 64 ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا ياأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير 65 قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل 66}
  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم والأعمش ويحيى بن وثاب: «خَيْرٌ حَافِظًا» بالألف على التفسير والتمييز على تقدير: هو خيركم حافظًا، وقرأ الباقون: «حِفْظًا» بغير ألف على المصدر يعني: خيركم حفظًا.
  · اللغة: الرجوع: المصير إلى الموضع الذي منه خرج، ومنه: الرجوع إلى النشأة الثانية؛ لأنه رجوع إلى الحياة بعد مفارقتها.
  والكيل: كيل الطعام، وكِلْتُ فلانًا: أعطيته الشيء كيلاً، وأكلت عليه: أخذت منه.
  والأمن: اطمئنان القلب إلى سلامة الأمر، أَمِنَهُ يأمنه أمنًا، وائتمنته ائتمانًا.
  والبغي: أصله الطلب، والباغي لطلبه ما ليس له.
  والميرة: الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد، مَارَهُ يَميِرُهُ ميرًا: إذا حمل الطعام إلى بلده، ومثله: امتار امتيارًا.
  والإيتاء: بالمد الإعطاء، آتاه يؤتيه إيتاءً، والإتيان به: المجيء به.
  والموثق: العقد المؤكد بالقسم، ومنه: الميثاق.
  · الإعراب: «حافظًا» نصب على التمييز، وقيل: على الحال، و (حفظًا) على المصدر.
  ويقال: ما الفرق بين (خير حافظا)، و (خير حافظ)؟
  قلنا: الإضافة تدل على أن الموصوف حافظ، وليس كذلك التمييز، وأجاز الزجاج كلا الوجهين.