قوله تعالى: {ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون 69 فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون 70}
  ويُقال: لم جاز اجتماع حروف العلة في كلمة واحدة من «آوى»؟
  قلنا: لأن الهمزة كالحرف الصحيح، إذْ لم تكن حرف مد ولين، ومع ما لها من الحظّ في الحروف، فجاز على علة لهذه العلة.
  والابتئاس: اختلاف البؤس والحزن، والابتئاس: الاغتمام.
  والسقاية: الإناء التي يسقى فيها، وأصله من السقي، وقيل: السقاية والصواع واحد، عن أبي مسلم، قال الأصم: الصاع غير الصواع، يقال: سقيته بيدي سقيًا، وأسقيته: جعلت له سقيا، والسقي بالفتح المصدر، وبالكسر الحظ من الشرب، سقيت على فلان: قلت له: سقاه اللَّه.
  والإيذان: الإعلام، ومنه: الأذان والتأذين، وهو النداء يسمع بالأذن، والإذن: الإطلاق؛ لأنه يسمع بالأذن.
  والعير: القافلة التي فيها الأحمال، وأصله: الحمير، ثم كثر فسمي كل قافلة عيرًا، قال أبو مسلم: العير الإبل السائرة، ومن فيها هم أهل العير، فحذف الأهل استغناء كقولهم: تميم قالت، يعني بني تميم.
  · الإعراب: (هم) في قوله: «جهزهم» محله نصب لوقوع الفعل عليه، وفي قوله: «بجهازهم» في محل الكسر؛ لأنه مضاف إليه.
  والكناية في قوله: «إنكم» (كم) اسم (إنَّ)، وخبره قولهم: «لسارقون».
  ويُقال: لم قال: «ولمن جاء به»، ثم قال: «استخرجها من وعاء أخيه»؟