قوله تعالى: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين 80 ارجعوا إلى أبيكم فقولوا ياأبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين 81 واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون 82}
  العير، وأقام هو؛ لأنه عهد ألا يرجع الجميع، فلما لم يرجع هو، وأقام لم ينقضوا الميثاق، عن الأصم، «فَقُولُوا يَاأَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ» قيل: قولوا: خرج الصاع من رحله من بين يدي الرفقة، وقالوا: إنه سرق على ظاهر الحال لذلك قيدوه بقوله: «وَمَا كُنَّا لِلْغَيبِ حَافِظِينَ»، «وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا» ولا نشهد على هذا لكن نخبرك بما جرى، وما قيل في ابنك، قيل: ما قلنا: إنه سرق إلا بما علمنا من وجود الصاع في رحله، عن ابن إسحاق، وقيل: قال يعقوب: ما يدري الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته إلا بقولكم، فقالوا: «ما شهدنا إلا بما علمنا» عن يوسف أن السارق يؤخذ بسرقته، ويسترق، وكان ذلك حكم اللَّه في شريعة يعقوب «وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ» قيل: ما كنا نشعر أن الصاع في رحل ابنك، ويصير أمرنا إلى هذا، ولو علمنا ما ذهبنا به معنا، عن الحسن، وقتادة، ومجاهد، والأصم، قالوا: وقلنا: نحفظ أخانا، فما لنا في حفظه سبيل، وقيل: لا ندري ما كان الأمر في السرقة، فنحن شاهدنا إخراج الصاع من رحله، ولا ندري أنه سرق أم لا، عن عكرمة، وقيل: لم نعلم أنك تصاب به كما أصبت بيوسف، ولو علمنا لم نذهب به، عن ابن كيسان، وقيل: معناه أنه سرق ليلاً وهم نيام، والغيب الليل بلغة حِمْيَر، عن ابن عباس، قال ابن عباس: لم نعلم ما كان يصنع في ليله ونهاره، ومجيئه وذهابه، «وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا» قيل: أهل القرية، فحذف الأهل كقولهم: تميم، يعني بني تميم، وقيل: أراد سؤال القرية، ولو سأل لتكلمت بها معجزة له، وقيل: القرية مصر، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، وقيل: القرية من قرى مصر ارتحلوا بنا إلى مصر، عن ابن عباس «وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا» يعني القافلة التي قدمنا معهم، وكانوا من أرض كنعان من جيران يعقوب، وإنما قيل هذا؛ لأنهم ظنوا التهمة؛ لأنهم كانوا أهل تهمة عند يعقوب، عن ابن إسحاق، وهذا لا يجوز، وإنما استشهدوا لبيان الحال «وِإنَّا لَصَادِقُونَ» فيما أخبرناك به.