التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم 83 وتولى عنهم وقال ياأسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم 84 قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين 85 قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون 86}

صفحة 3699 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أنهم استشاروا في أمر بنيامين، ثم [اتفقوا على] ما قال كبيرهم.

  وتدل على أن ذلك المشير الذي أقام بمصر كالمقيد؛ لذلك قال: ارجعوا.

  وتدل على أنه تجوز الشهادة والخبر بظاهر الحال، والمتولي للأسرار هو الله تعالى.

  وتدل على أن التفريط كان فعلُهم؛ لذلك وبَّخَهُم، فيصح قولنا في المخلوق.

  قال أبو علي: وقوله: «خَلَصُوا نَجِيًّا» من فصيح كلام القرآن، الذي لا يوجد في غيره، وذلك كالدال أنه كلام رب العزة.

قوله تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٨٣ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ٨٤ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ٨٥ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨٦}

  · اللغة: سولت الشيء: إذا زينته، قال أبو مسلم: سولت لكم أنفسكم، أي: أعطاكم أنفسكم سؤلها، والتسويل: حديث النفس بما يطمع فيه.

  والتولي: الانصراف عن الشيء، ونظيره: الإعراض، ونقيضه: الإقبال.

  والابيضاض: انقلاب الشيء إلى حال البياض، والبياض: لون يحل الجوهر، ومعنى قولنا: أبيض أن فيه بياضًا، ويدرك في محله، بخلاف الكون يوجب للمحل حَالًا.