التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 87 فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين 88 قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون 89 قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين 90}

صفحة 3704 - الجزء 5

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: (مزجية) بالإمالة، لأن أصله الياء، والباقون [بالإفخام] والنصب بفتح الجيم، وقرأ أبو جعفر وابن كثير: «أإنك لأنت يوسف» بكسر الألف على لفظ الخبر، وقرأ نافع ويعقوب: «أينك» بفتح الألف غير ممدود، وقرأ أبو عمرو: «آئنك» بمد الألف، وهو رواية قالون عن نافع، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: «آئنك» بهمزتين، وكل ذلك على الاستفهام، ويجوز في العربية أربعة أوجه:

  أولها: تخفيف الهمزتين كما قرأه أهل الكوفة، وهو الأصل.

  وثانيها: إدخال الألف بينهما.

  وثالثها: تليين الثانية، وذلك للتخفيف.

  ورابعها: بهمزة واحدة على الخبر، عن الزجاج.

  · اللغة: التحسس: طلب الشيء بالحاسة، والتحسس والتحسيس نظائر، وفي الحديث: «لا تجسسوا ولا تحسسوا» قيل: معناهما واحد، عن الحربي، وهو التطلب معرفة الأخبار، قال ابن الأنباري: يشق أحدهما لاختلاف اللفظين، كقولهم: بُعدًا وسُحقًا، قال الشاعر:

  يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ

  قال بعضهم: التجسس بالجيم: البحث عن عورات الناس، والتحسس بالحاء: الاستماع لحديث القوم، وسئل ابن عباس عن الفرق بينهما؟ فقال: لا يبعد أحدهما