التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 87 فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين 88 قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون 89 قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين 90}

صفحة 3705 - الجزء 5

  عن الآخر إلا أن التحسس في الخير، والتجسس في الشر، ومنه: {فَلَمَّاَ أَحَسَّ عِيسَى} وأصله الإدراك بالحس، ثم وضع موضع العلم والوجود، يقال: هل أحسست فلانًا؛ أي: هل رأيته؟، ومنه: {هَلْ تُحِسُّ مِنهُم مِّنْ أَحَدٍ}.

  واليأس ضد الرجاء، يائس من كذا.

  والرَّوْح: الراحة، والروح: الرحمة، وأصل الباب الريح التي تأتي بالرحمة، والروح والفرح السرور.

  والأهل: خاصة الرجل، وما ينسب إليه، وأهل البلد خاصته. وأصل المزجاة قيل: القلة كقول الأعشى:

  الْوَاهِب الْمِائَةَ الْهِجَانَ وَعَبْدَهَا ... عُوذًا يُزَجِّي خَلْفَهَا أَطْفَالَهَا

  وقال آخر:

  وحَاجَةٍ غَيْرَ مُزْجَاة مِنَ الحَاجِ

  وقيل: أصله السوق والدفع. والتزجية: دفع الشيء كما تزجي البقرة ولدها.

  والريح: تزجي السحاب وتسوقه وتَدفعه، والمزْجَى: القليل التافه الذي يزجى به العيش، يقال: زجيت وأزجيت: سقت ودفعت.

  والمن: النعمة، وأصله القطع، ومنه: {أَجْرٌ غَيرُ مَمنُونٍ} فسمي النعمة مَنًّا؛ لأنها تقطعه من حال البؤس، مَنَّ عليه منًّا ومِنَّة: أنعم عليه، كأنه قطع شكرها، ومنه: المنون: الموت لقطعه الحياة.

  · الإعراب: «هل علمتم» استفهام، والمراد التقرير والتوبيخ، وقوله: «أئنك» فيه أَلِفَان مفتوحة، ومكسورة، فالمفتوحة للاستفهام، والمكسورة من (إن) التي تدخل في