التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون 87 فلما دخلوا عليه قالوا ياأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين 88 قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون 89 قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين 90}

صفحة 3707 - الجزء 5

  والبلاء الذي أصابهم «وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ» قيل: رديئة لا تؤخذ إلا بوكس، عن ابن عباس، وأبي علي، خسيسة سريعة الزوال، وقيل: قليلة، عن الحسن، ومجاهد، وإبراهيم، وقتادة، وابن زيد، والأصم، وأبي مسلم، وقيل: كاسدة غير نافقة، عن الضحاك، وأصله أنه لا يؤخذ إلا بشدة ودفع، واختلفوا في تلك البضاعة، قيل: كانت دراهم رديئة لا تنفق في ثمن الطعام، عن ابن عباس، وقيل: خلق الغرارة، ومتاع رث، عن ابن أبي مليكة، وقيل: متاع الأعراب الصوف والسمن، عن عبد اللَّه بن الحارث، وقيل: حبة الخضراء، عن مقاتل، والكلبي، وقيل: الإقط، عن الحسن، وقيل: قليلة لا تبلغ ثمن الطعام، عن ابن إسحاق، وقيل: النعال والأدم، عن الضحاك، وروي عنه سويق المُقْل «فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ» أي: تمم لنا فأعطنا ما كنت تعطينا، قيل: بالثمن الجيد، «وَتَصَدَّقْ عَلَينَا» قيل: بفضل ما بين الثمنين الجيد والرديء، ولا تنقصنا من السعر، عن سعيد بن جبير، وقال: لم تحل الصدقة لأحد من الأنبياء، وهو قول جماعة، وقيل: سألوا الصدقة وهم أنبياء، وكانت حلالاً لهم، وإنما خص بالتحريم لنبينا ÷، عن سفيان بن عيينة، وكان مجاهد والحسن يكرهان أن يقول الرجل: اللَّهم تَصَدَّقْ عليَّ؛ لأن الصدقة مما يبتغى بها الأجر، وقيل: تصدق علينا برد أخينا، عن ابن جريج، والضحاك «إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ» أي: يثيبهم، قيل: لم يقولوا: إن اللَّه يجزيك؛ لأنهم لم يعلموا دينه، عن الضحاك «قَال» يوسف «هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ» قال لما أراد أن يعرفهم حاله، قال هذا القول، وكلمهم بلسانهم، عن الأصم، واختلفوا في السبب الذي حمله على ذلك، قيل: لما قالوا له ما قالوا، أدركته الرقة فدمعت عيناه وباح بما كان يكتمه، عن السدي، وابن إسحاق، وأبي علي، وقيل: رأى المصلحة في ذلك، إما بأمر اللَّه، أو بزوال الموانع، وقيل: إنه حدثهم أن مالك بن ذعر قال: وجدت غلاما من بني إسرائيل فابتعته من قوم، فقالوا: أيها الملك نحن بعناه، فغاظه ذلك، فأمر بقتلهم، فقال يهوذا: كان يعقوب