قوله تعالى: {ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون 94 قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم 95 فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون 96 قالوا ياأبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين 97 قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم 98}
  أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ» قيل: من حياة يوسف، وأنه تصدق رؤياه، ويجمع بيننا، وقيل: من فضل اللَّه ولطفه ما لا تعلمون أنتم، عن أبي علي، وقيل: أعلم من بلوى الأنبياء وما ينالهم من المحن، وما يأتي من الفرج ما لا تعلمون أنتم، عن أبي علي، فعند ذلك «قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنوبَنَا» أي: سل اللَّه لنا المغفرة مما لحقك من جهتنا من الحزن «إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ» مذنبين «قَالَ» يعقوبْ «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» قيل: أخرهم إلى ليلة الجمعة، عن ابن عباس رفعه، وقيل: أخرهم إلى وقت السحر؛ لأنه أقرب إلى إجابة الدعاء، عن ابن مسعود، وإبراهيم التيمي، وابن جريج، وقيل: إنما أخر لأنهم سألوا أن يستغفر دائمًا في دعائه، فاستغفر في الحال، ووعد في المستقبل، عن أبي علي، وقيل: أخر إلى السحر ليلة الجمعة فوافق ليلة عاشوراء، عن طاووس، وقيل: كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة، عن وهب، وقيل: لم يمت أحد من ولد يعقوب حتى أكرمه اللَّه بالرسالة، عن الأصم، ودل بقوله: {وَالأَسْبَاطِ} وهو عبارة عنهم.
  · الأحكام: تدل الآيات على معجزات:
  منها: مجيء الريح بريح يوسف.
  ومنها: القميص.
  ومنها: عوده بصيرًا بعدما عمي.
  وتدل على أن السرور بنعم الدنيا جائز كما فعله يعقوب بالقميص.
  وتدل على أن الاستغفار والندم شرط في المغفرة.
  وتدل على أن مغفرتهم كانت متعلقة باستغفاره لما ناله منهم، أو لشفاعته.