التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين 110 لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 111}

صفحة 3728 - الجزء 5

  وتدل على أنه يدعو إلى اللَّه في كل أوقاته، وإن كان يبين الشرائع على الأوقات.

  وتدل على أن الواجب في الدعاء أن يكون على علم وثقة، وذلك يوجب فساد التقليد.

  وتدل على أنه تعالى لم يبعث من الملائكة والجن والبوادي والنساء.

  وتدل على أن البعثة يقترن بها الوحي، خلاف ما قاله بعضهم.

  وتدل على أن الدار الآخرة يختص بها المتقي، فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على أن التقوى فعلهم فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ١١٠ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ١١١}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر، وعاصم، وحمزة، والكسائي: «كُذِبُوا» بالتخفيف وكسر الذال، وهي قراءة علي # وابن عباس، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وزيد بن علي، ومحمد بن عبد اللَّه النفس الزكية. $، وسعيد بن جبير، والسلمي، وعكرمة، والضحاك، وعلقمة، ومسروق، والنخعي، ومحمد بن كعب والأعمش، وعيسى بن عمر، وابن أبي ليلى، وابن عبيد. وقرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب بالتشديد وهي قراءة عائشة، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، والحسن، وقتادة، وروي