قوله تعالى: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين 110 لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون 111}
  ذلك مرفوعًا، أما التشديد فقيل: معناه أن الرسل علموا أن القوم كذبوهم، والتخفيف ظن الأمم أن الرسل كذبوا.
  قرأ عاصم، وابن عامر، ويعقوب: «فَنُجِّيَ» بنون واحدة، وتشديد الجيم وسكون الياء، قال علي بن عيسى: وذلك خطأ؛ لأن النون متحركة فلا تدغم في الساكن، ولا يجوز إدغام النون في الجيم، وروي عن بعضهم بنون واحدة وسكون الياء، وتخفيف الجيم وسكون الياء على الاستقبال على معنى نحن نفعل بهم ذلك، [وعن ابن محيصن: (فنجا من نشاء) بفتح النون والجيم والتخفيف على أنه فعل ماض].
  · اللغة: الاستيئاس: اليأس وهو انقطاع الطمع، وهو «استفعل»، كأنه طلب اليأس لعلمه بامتناع الأمر، والبأس: الشدة، وهو شدة الأمر على النفس، ومنه: البؤس الفقر، والبائس: الفقير، ومنه: لا بأس عليك.
  والقصص: الخبر يتلو بعضه بعضا من أخبار من تقدم، قصه يقصه قَصًّا، وأصله الاتباع، ومنه: القصاص.
  والعبرة: الدلالة التي تعبر إلى البغية، ومنه: العبور.
  واللب: العقل، وجمعه: الألباب، سمي به؛ لأنه أنفس شيء في الإنسان، ولب كل شيء: خياره.
  · الإعراب: «مَنْ نَشَاءُ» موضعه رفع على قراءة التخفيف؛ لأنه اسم ما لم يسم فاعله، وعلى قراءة التشديد نصب لوقوع النجاة عليه.
  «تَصْدِيقَ» نصب لأنه خبر (كان)، واسمه مضمر.