التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار 8 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10}

صفحة 3753 - الجزء 5

  ولو علم الصلاح في إنزال الآية لفعل، عن أبي القاسم، وأبي مسلم، والقاضي، قال القاضي: وبدأ بما في الأرحام لشدة الاهتمام به ولأنه مما لا يمكن معرفته مع بذل الجهد، فمن كان عالمًا به فهو بالمصالح أعلم، قال أبو القاسم: يعني أنه لا يعاقب إلا من يعلم أنه لا يؤمن، ولا يعاقب من يؤمن.

  · المعنى: «اللَّه يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى» أنه ذكر أو أنثى، واحد أو أكثر وأكبر، يتم أو لا يتم «وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ» قيل: ما ينقص [عن] تسعة أشهر، وما يزداد عليه، فإن الولد يولد لستة أشهر فيعيش، ويولد لسنتين، فيعيش، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك. وقيل: ما تغيض بالسقط عن أن يتم، وما تزداد بالتمام، عن الحسن، وقتادة، والأصم، وأبي مسلم. وقيل: ما ينقص بظهور دم الحيض، فتنقص بذلك الأيام، لأنه لا يعتد بها في الحمل وينقص حال الولد، وما تزداد في الأشهر في حال الولد، عن ابن عباس بخلاف، وابن زيد، قال: كلما غاض الرحم من الدم يومًا زاد في الحمل حتى يستكمل، وقيل: ما لا يخلقه اللَّه عما في الرحم، بل يجعله غذاءً للولد، وما تزداد ما يبلغه إلى الزيادة في الولد، حكاه شيخنا أبو حامد، وقيل: ما تغيض الأرحام بالحيض والدم الذي يخرج منها، وما تزداد بعد حيضها من ذلك، ويجتمع فيها إلى الوقت الذي تغيضها فيه، عن أبي علي. وليس المراد في حال حملها، وقيل: غيض الأرحام الدم تراه المرأة في حال حملها، عن مجاهد. والزيادة ألا ترى، ويتم الولد؛ لأن غيض الرحم