قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار 8 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10}
  يكون بخروج الدم لأن في حال الحمل يجتمع الدم، ويكون كالغذاء للولد، وما يظهر قبل هو حيض يذكره، «وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ» أي: بقدر وحَدٍّ لا يجاوزه، ولا ينقص عنه، قيل: هو في الولد لأنه قدر حياته وموته، وكماله ونقصانه، ورزقه وتكليفه، وقيل: هو الأرزاق والآجال، عن قتادة. وقيل: بل هو عام في جميع الأشياء، وقيل: بمقدار ما يحتاج إليه الخلق، وتقتضيه المصلحة «عَالِمُ الْغَيبِ وَالشَّهَادَةِ» قيل: ما غاب عن حس العباد وما شاهدوه لأنه تعالى لا يغيب عنه شيء، وقيل: يعلم الموجود والمعدوم، والغيب هو المعدوم، وقيل: الغيب السر، والشهادة العلانية، عن الحسن. ويدخل في هذين الحرفين كل معلوم، فنبه أنه عالم بجميع المعلومات موجودًا كان أو معدومًا «الْكَبِيرُ» يعني الذي كل شيء دونه لكمال صفاته من كونه عالمًا لذاته، قادرًا لذاته، حيًا لذاته، وقيل: كبير عن شبه المخلوقين «الْمُتَعَالِ» قيل: على كل شيء بقدرته، فلا يساويه قادر، وقيل: المنزه عما لا يجوز عليه في ذاته وفعله، وقيل: المتعالي عما يقوله المشركون، عن الحسن. «سَوَاءٌ مِنْكُمْ» أي: سَيَّانِ في معلومه «مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ» أي: كتم وأخفى «وَمَنْ جَهَرَ بِهِ» أظهر «وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ» قيل: المستتر في الظلمات، والظاهر في الطرقات، وقيل: ذاهب بالنهار، عن أبي علي، وأبي مسلم. وقيل: الجاهر بنطقه والمضمر في نفسه سواء في معلومه، عن الزجاج. وقيل: مستخف صاحب ريبة يستخفي بالليل كي لا يرى، وقيل: مستخف بالنهار، عن الحسن. قال الزجاج: هو جائز في اللغة، يقال: أسرب الوحش: إذا دخل في كُنَاسِهِ، وقيل: سالك في سربه أي: مذهبه، عن أبي عبيدة. وقيل: ظاهر بالنهار في ضوئه، وقيل: السارب الظاهر من خفي ما كان فيه، عن ابن عباس، وقتادة.