قوله تعالى: {الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار 8 عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال 9 سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار 10}
  · الأحكام: استدل بعضهم بالآية على أن الحامل تحيض، قال: لأن الحيض هو الدم الذي يتساقط عن الرحم، قال القاضي: وليس في الظاهر بيان لذلك.
  واختلفوا في الحامل هي تحيض أم لا؟
  قال أبو حنيفة وأصحابه: لا، وإن رأت الدم فهو استحاضة، وهو قول الحسن، وإبراهيم، وسعيد بن المسيب، وعطاء، والحكم.
  وقال الشافعي: يثبت حكم الحيض.
  وقال بعضهم: إذا كان بصفة الحيض فلا حمل.
  واختلفوا في مدة أكثر الحمل، فقال أبو حنيفة: سنتان، وروي ذلك عن عائشة والضحاك وجماعة من الفقهاء، وعن جويبر: مكث الضحاك في بطن أمه سنتين، وقال الشافعي: أربع سنين، وهو قول الزيدية، وروي أن محمد بن عجلان مكث في بطن أمه ثلاث سنين، فشُقَّ بطنُها وأُخرِج، وقد نبتت أسنانه، وعن حماد بن سلمة: سمي هرم بن حيان لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين، وذكروا أن محمد بن عبد اللَّه بن الحسن النفس الزكية # بقي في بطن أمه أربع سنين، ذكره السيد أبو طالب.
  وتدل على أنه تعالى عالم بكل معلوم.
  ويقال: ما الفرق بين المقدور حتى يدخله التخصيص، وبين المعلوم حتى لا يدخله؟
  قلنا: لأنه لا معلوم إلا ويصح أن يعلمه كل عالم سواء كان موجودًا أو معدومًا