التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال 11}

صفحة 3758 - الجزء 5

  رسول اللَّه ÷، فدعا اللَّه فكفى شرهما، فهلك أربد بالصاعقة، وهلك عامر بالغدة، عن ابن زيد. وستأتي من بعد القصة.

  وقيل: بل هو عام.

  · المعنى: «لَهُ مُعَقِّبَاتٌ» قيل: للسارب بالنهار، عن الأصم، وأبي علي، وأبي مسلم، وأكثر المفسرين، وهو الأوجه. وقيل: اللَّه - ø، وقيل: النبي ÷، عن ابن زيد.

  واختلفوا في المعقبات على أقوال:

  أولها: أنها الملائكة يتعاقبون، تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار، وهم الحفظة، يحفظون عليه عمله، عن الحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، والأصم، وأبي علي، وأبي صالح، وإبراهيم، وابن جريج. قال الحسن: هم أربعة أملاك، يجتمعون عند صلاة الفجر، وهو معنى قوله: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.

  الثاني: أنهم ملائكة يحفظونه من أمر اللَّه والمهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير، فإذا كان ذلك خلوا بينه وبين المقادير، عن أبي علي، وابن عباس.

  وقيل: هم عشرة أملاك على كل آدمي، يحفظونه.

  الثالث: هم الأمراء والملوك في الدنيا، يكون له الأحراس، والشرط، والمواكب بين يديه، ومن خلفه، يحفظونه، حكاه الأصم، وروي عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، وهو قول أبي مسلم، قال: وتقديره: وسارب نهارًا بالمعقبات الأحراس والأعوان الذي قدر أنهم يحرسونه، ولم ينجه أحراسه من اللَّه.