التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب 27 الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب 28 الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب 29}

صفحة 3791 - الجزء 5

  ومنها: أن السكون في الدين والخوف في العقاب فهما أمران مفترقان.

  «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» يعني أن الواجب أن يطمئن قلب العبد بذكر اللَّه، وقيل: قلوب محمد وأصحابه، عن مجاهد، وابن. عيينة. وقيل: هو عام في المؤمنين، عن أكثر المفسرين. «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» يعني ما أمروا به من الطاعات «طُوبَى لَهُمْ» قيل: فرح وقرة عين، عن ابن عباس. وقيل: نِعْمَ ما لهم، عن عكرمة. وقيل: غبطة لهم، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: طوبى مدينة في الجنة، عن الضحاك. وقيل: حسنى لهم، عن قتادة. وقيل: خير وكرامة لهم، عن إبراهيم، والأصم. وقيل: الجنة لهم، عن مجاهد. وقيل: شجرة في الجنة، عن أبي عبيدة، وعمير، ووهب، وشهر بن حوشب، ورواه أبو سعيد الخدري مرفوعًا. وقيل: أصلها في دار النبي صلى اللَّه عليه وفي كل دار مؤمن منها غصن، حكاه الأصم وغيره. وقيل: هنيئًا بطيب العيش لهم، وقيل: أطيب الأشياء لهم وهو الجنة، عن أبي علي. وقيل: العيش الطيب لهم، عن الزجاج، هذه أقوال المفسرين الَّذِينَ قالوا إنها بلغة العرب، وروى بعضهم خلافه، فقيل: طوبى: الجنة بالحبشية، وقيل: اسم للجنة بالهندية، وقيل: هو البستان بالهندية، عن الربيع، وهذا لا يصح؛ لأنه ليس في القرآن إلا العربي فوجب أن يحمل إن صح على موافقة اللغتين أخذته وعربته، ومما يبين ما قلنا أنهم بينوا اشتقاق الحرف وأصله. «وَحُسْنُ مَآبٍ» الجنة أي: حسن مرجع.