قوله تعالى: {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب 30}
  · الأحكام: تدل الآية على أن الهداية إلى الجنة لا تحصل إلى بالتوبة والإنابة.
  وتدل على أن الواجب سكون النفس في الدين وإزالة الشبهات.
  وتدل على أن الجنة لا تنال إلا بالإيمان والعمل الصالح، خلاف ما تقوله المرجئة.
  وتدل على أن الإيمان والعمل حادث من جهتهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.
قوله تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ٣٠}
  · اللغة: المتاب: التوبة، تاب يتوب توبًا ومتابًا، نحو قال يقول قولاً ومقالاً، والتوب والتوبة واحد إلا أن التوبة للدفعة الواحدة، كما يقال: قمت قومة، وقلت قولة، والتوبة: الندم على ما فات والعزم على ألا يعود إلى مثلة.
  · الإعراب: الكاف في قوله: «كذلك» كاف التشبيه، وقيل: وجه التشبيه: أرسلناك كما أرسلنا قبلك، عن الحسن، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: التعبير على هَؤُلَاءِ كالتعبير على أولئك المؤمنين بالثواب، وقيل: كما أرسلنا إلى أمم وأعطيناهم كتبًا تتلو عليهم كذلك أعطيناك، وأنت تتلو عليهم، فلماذا اقترحوا غيرها، حذف الياء من «متاب» على عادة العرب فيما يضيفونها إلى أنفسهم.
  · النظم: قيل: الآية تتصل بما قبلها بقوله: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}.
  وقيل: تتعلق بقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} عن أبي مسلم.