التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد 31}

صفحة 3794 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى بعث إلى الأمم، كما بعث إلى هذه الأمة.

  وتدل على أن لله تعالى أساميَ كثيرة، منها: الرحمن، والرب، واللَّه، وغير ذلك.

  وتدل على أن الاسم غير المسمى لأنه تعالى واحد وكثرت أسماؤه.

  وتدل على وجوب التوكل عليه، والانقطاع إليه.

  وتدل على أن الكفر فعلهم حادث من جهتهم لذلك ذمهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق، ومن وجه آخر أنه بين أنه بعث الرسل لتتلو عليهم الآيات ليؤمنوا ولو كان الإيمان والكفر خلقًا له تعالى لما كان للبعثة وتلاوة الآيات فائدة.

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ٣١}

  · القراءة: قراءة العامة: «أَفَلَمْ يَيْأَسِ»، وعن علي وابن عباس أنهما قرآ: «أَفَلَمْ يَيَّسْ»، ذكره شيخنا أبو القاسم، وابن جرير. قال الأصم: زعم بعضهم أنه رآها في الإمام، وقوله باطل؛ لأن الإمام كتب بالإجماع، وفيه قراءة الجماعة، قلت: ويحمل أنهما قرآ ذلك بالتليين.