التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد 31}

صفحة 3795 - الجزء 5

  · اللغة: التسيير: تفعيل من السير، وهو يصير الشيء بحيث يسير، سار يسير سيرًا، أو سيَّره تسييرًا، وسايره مسايرة.

  والتقطيع: تفعيل من القطع، وهو التكثير منه، قطعه تقطيعًا، والقطع: فصل المتصل.

  واليأس: انقطاع الطمع، يئس ييأس يأسًا، واستيأس طلب اليأس فوجده.

  والحلول: حصول الشيء في الشيء كحلول العرض في الجوهر، وحصول الجوهر في الوعاء، والأصل الأول، والثاني مشبه به.

  والقرب خلاف البعد، قرب قربًا ومقاربة، وتقارب تقاربًا، وقرَّبه تقريبًا.

  والقارعة: الشديدة من شدائد الدهر، ومنه سميت القيامة قارعة، وأصله القرع، وهو الضرب، قرعت الشيء: ضربته، أقرعه مقارعة الأبطال: قرع بعضهم بعضًا، وقوراع القرآن الآيات التي من قرأها أمِنَ مِنَ الشيطان، كأنه يضرب الشيطان إذا قرئت.

  · الإعراب: (لو) شرط، واختلفوا في جوابه، فقيل: محذوف دل عليه الكلام تقديره: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى لكان هذا القرآن لكونه في أعلى طبقات البلاغة، قال امرؤ القيس:

  فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَمُوتُ سَوِيَّةً ... وَلَكِنَّهَا نَفْس تَقَطَّعُ أَنْفُسَا