قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد 31}
  يعني لهان عليَّ وهي آخر القصيدة.
  وقال الآخر:
  فَأُقْسِمُ لَوْ شَيْءٌ أَتانَا رَسُولُهُ ... سِوَاكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مدْفَعَا
  أراد: لرددناه فحذف الجواب، وهذا معنى قول قتادة وجماعة من النحويين.
  وقيل: جوابه في قوله: «أَفَلَمْ يَيْأَسِ» كأنه قيل: لو كان كذا لما آمنوا، كقوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ} قال: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} عن الزجاج.
  وقيل: جواب (لو) مقدم قوله: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} تقديره: وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ لكفروا بالرحمن ولما آمنوا به، عن الفراء.
  · النزول: قيل: نزل في جماعة من كفار قريش منهم أبو جهل، وعبد اللَّه بن أمية المخزومي قالوا: يا محمد إن كان هذا القرآن حقًا فسير لنا جبال مكة حتى نتفسح، فإنها أرض ضيقة، فاجعل لنا فيها عيونًا وأنهارًا حتى نغرس ونزرع، أو أحيي لنا بعض إخواننا نسأله أحقًّا ما تقول أم لا؟ فنزلت الآية، عن ابن عباس، والحسن، وقتادة.
  · النظم: قيل: تتصل الآية بقوله: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} عن الأصم، وأبي علي، تقديره: أنزل عليهم مثل هذا القرآن، وهم يكفرون به يطلبون آيات أخر.
  وقيل: تتصل بقوله: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ} الآية، فالمفهوم أنه قرأ عليهم القرآن؛ لأنه قال: {لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ} وأنهم كفروا به وقالوا تكذيبًا وعنادًا: إن كان حقًا فسير لنا جبال مكة، فلما قالوا ذلك قال تعالى: «وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ»، عن القاضي.