التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب 38 [يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 39]}

صفحة 3810 - الجزء 5

  في العبادة، أو لا أصفه بالشرك «إِلَيْهِ أَدْعُو» إلى توحيده وعبادته «وَإِلَيْهِ مَآبِ» مصيري ومرجعي عند البعث.

  ثم ذكر تعالى صفة القرآن المنزل فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ» يعني أنزلنا القرآن «عَرَبِيًّا» قيل: دينا عربيًا لأنه نزل بلسانهم، وقيل: لأنه نزل على رسول عربي، وسمي حكمًا لكونه محكومًا بما فيه، وقيل: لأنه حكمه، وقيل: لما فيه من الأحكام وبيان الحلال والحرام «وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ» يعني أهواء المشركين، قيل: في الملة وعبادة غير اللَّه، عن الأصم. وقيل: في ترك الإبلاغ، وقيل: في الصلاة إلى بيت المقدس «بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ» قيل: النبوة، عن الحسن. وقيل: القرآن والشرائع، عن أبي مسلم. وقيل: بعد العلم بالصلاة إلى الكعبة «مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ» يدفع عنك ما تستحقه «وَلا وَاقٍ» يقيك العذاب، قال القاضي: ولا وجه لحمله على القبلة بل يدخل فيها ذلك وغيره، والغرض بعثه على الإبلاغ والتحذير من خلافه.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه ÷ دعا إلى التوحيد كما دعا إلى الشرائع.

  وتدل على حدث القرآن لوصفه بالإنزال.

  وتدل على النهي عن اتباع أهل البدع والضلال، لأن المراد به سائر المكلفين.

  وتدل على أن الفرح والإنكار والعبادة فعلُهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ٣٨ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ٣٩}