قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب 38 [يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 39]}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي: «وَيُثَبِّتُ» بفتح الثاء وتشديد الباء من: ثَبَّتَ يثبت تثبيتًا، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب: «وَيُثْبِتُ» ساكنة الثاء، خفيفة الباء من «أَثْبَتَ يُثْبِتُ»، والمعنى واحد.
  · اللغة: الزوج: القرين من الذكر والأنثى، والرجل زوج المرأة، والمرأة زوج الرجل، والجمع: أزواج وزوجات.
  والذرية: الأولاد، قيل: أخذ من الذر، وقيل: من ذرأ اللَّه الخلق: إذا أظهرهم.
  والمحو: إذهاب أثر الكتابة، محاه يمحوه محوًا.
  والإثبات ضد النفي ويستعملان على وجهين لإثبات، ونفي على الحقيقة، وفي الخبر عن الإثبات والنفي وهو الخبر عن وجوده وعدمه.
  · النزول: قيل: إن اليهود عيروا رسول اللَّه ÷ بكثرة النكاح، وقالوا: لو كان نبيًا لشغلته النبوة عن النساء، فنزلت الآية بأنا أرسلنا رسلاً لهم أزواج أكثر من أزواجك، كان لسليمان ثلاثمائة امرأة مهيرة وسبعمائة سرية، ولداود مائة امرأة، عن ابن عباس.
  وقيل: استعظموا كون الرسول من البشر، فنزلت الآية مبينة أن الرسل كانوا من البشر.
  قيل: جواب لعبد اللَّه بن أمية المخزومي حين سأله الآيات على ما تقدم.
  · النظم: يقال: كيف اتصال الآية بما قبلها؟
  قلنا: فيه وجوه: