قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب 38 [يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب 39]}
  والفرقان، وقيل: لكل أجل مؤجل كتاب عند الملائكة الحفظة الَّذِينَ تعبدهم بحفظ العباد، فللإنسان آجال: أوله نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم بشر، ثم شاب، ثم شيخ، وتختلف أحواله، فمطيع، وعاصي، عن الأصم. وقيل: «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ» أي: كتب أجل فلان كذا وأجل فلان كذا، عن الحسن. وقيل: لكل وقت حكم من اللَّه وهو ما عليه مصلحة العباد فهو كائن في وقته الذي أوجبه فيه لا يجوز تغيره عن حاله، عن أبي مسلم، واختاره القاضي. «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ» قيل: المحو والإثبات هو في الأحكام من الناسخ والمنسوخ، عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد، وابن جريج. وقيل: يمحو من كتاب الحفظة المباحات وما لا جزاء فيه، ويثبت ما فيه الجزاء كالطاعات والمعاصي، عن ابن عباس، والضحاك، وأبي صالح، وأبي علي. قال الأصم: وهذا لا يصح لقوله تعالى: {لَا يغُادِرُ صَغِيرةً وَلَا كبَيَرةً} قلنا: المباحات خارجة من الوجهين، وقيل: هو في الآجال يمحو اللَّهُ ما يشاء وهو من [جاء أجله]، ويدع من لم يجِ أجله ويثبته، عن الحسن، والزجاج. وقيل: هو الآجال والأرزاق، أثبت الأجل والرزق للإنسان فإذا مات محي، عن محمد بن كعب. وقيل: يمحو ما يشاء من القرون بالهلاك، ويثبت ما يشاء بالإمهال، عن علي (كرّم اللَّه وجهه). وقيل: يمحو ما يشاء من الكتب التي ينزل سنة فسنة، يثبت في الأول السنة، فإذا مضت محيت، وأُثْبِتَ كتابٌ آخرُ للمستقبل، فيثبت قبل كونه، ويمحو بعد كونه، وقيل: يمحو الطاعة بالمعصية، والمعصية بالطاعة، عن ابن عباس، وأبي علي. وقيل: يزيد في الأجل ما يشاء وينقص ما يشاء، عن الضحاك. وقيل: يمحو الذنوب بالتوبة، ويثبت بدلها الحسنات، عن عكرمة. وقيل: يمحو ما يشاء القمر، ويثبت ما يشاء الشمس، عن السدي. وقيل: يمحو الدنيا، ويثبت الآخرة، وقيل: هو في المحن والأرزاق والمصائب ثبت في الكتاب، ثم أزيل بالدعاء والصدقة وفيه حث على