قوله تعالى: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب 40 أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب 41 وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار 42 ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب 43}
  ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن «ومِن» بكسر الميم «عنده علم» اختلفوا، منهم من قرأ بكسر العين وسكون اللام، ومنهم من قرأ بضم الغين وكسر اللام، وذكر ابن جرير ذلك عن الحسن، وفي (ضياء القلوب) روي ذلك مرفوعًا، قال القاضي: ولا يجوز إثبات القراءة بأخبار الآحاد، فالقراءة العامة: «مَن» بفتح الميم «عِلْم» بكسر الغين وسكون اللام.
  · اللغة: التوفي: قبض الروح بالموت، توفاه اللَّه يتوفاه توفيًا.
  والنقص: أخذ الشيء من الجملة، نقصه ينقصه نقصًا ونقصانًا، ثم يستعمل في نقصان المنزلة.
  والتعقيب: أن يعمل عملاً ثم يعود فيه، والمعقب من كل شيء ما خلف يعقب ما قبله، والمعقب الذي يكر على الشيء، ومنه: عقب العقاب على صيده أراد الكرور عليه.
  والمكر: هو الضرر ينزل بصاحبه من غير أن يشعر به، وأصله الحيلة الخفية.
  · الإعراب: يقال: لم جاز «كفى بِاللَّهِ» في موضع «كفى اللَّه»؟
  قلنا: لتحقيق الإضافة من وجهين: جهة الفاعل وجهة حرف الإضافة، وذلك أن الفعل لما جاز أن يضاف إلى غير فاعله يعني: أنه أمر به أن يزيل هذا الاحتمال بهذا التأكيد، ونظيره في تأكيد الإضافة قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}.
  وقال الزجاج: «أو نتوفينك» عطف على قوله: «إمَّا نرينك»، وجوابه: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ}، وتقديره: إما أريناك الموعود، أو توفيناك قبل، فليس عليك إلا البلاغ.