التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب 40 أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب 41 وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار 42 ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب 43}

صفحة 3817 - الجزء 5

  «مرسلاً» نصب لأنه خبر (ليس).

  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ» بما قبله؟

  قلنا: لما توعد الكفار بالعقاب بيّن لرسوله أنه يفعل ذلك لا محالة، إما في حياته، أو بعد وفاته بشارة له.

  وقيل: لما تقدم أن كل شيء يفعله لوقت بَيَّنَ أن عذابهم سيفعله في وقته، إما في حياته أو بعد وفاته، وفي الكلام حذف، تقديره: إما نرينك ما نعدهم أو نتوفينك قبل أن نرينك ذلك فإنا منتقمون منهم بإيصال ذلك إليهم.

  ويقال: كيف يتصل قوله: «يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ» من مكر وغيره، والثاني: مجازي على المكر، وهو عالم به.

  · النزول: قيل: نزل قوله: «وسيعلم الكافر» في كعب بن الأشرف وأصحابه، عن ابن عباس.

  وقيل: هم أهل مكة، عن الأصم، والحسن.

  وقيل: «مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ»، قيل: هم علماء أهل الكتاب، وقيل: عبد اللَّه بن سلام وأمثاله وأصحابه.

  قال سعيد بن جبير: السورة مكية، فلا يجوز أن يراد بها ابن سلام وغيره من أهل الكتاب.

  وقيل: إنها مدنية، فيجوز أن تحمل على ذلك.