قوله تعالى: {وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب 40 أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب 41 وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار 42 ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب 43}
  وأثبت، عن أبي علي. {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} أي: ما: يفعله من المكر والخير والشر فيجازيه به، وقيل: يعلم ما يمكرون به في أمر الرسول فيبطل أمرهم ويظهر دينه وأمره «وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ» أي: لمن عاقبة الخير حين يدخل المؤمنون الجنة والكفار النار، وقيل: سيعلمون أن العاقبة لكم أم لهم عند ظهور دينه «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرسلاً» أنت يا محمد، فحاكمهم إلى اللَّه و «قُلْ» لهم «كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَينِي وَبَينَكُمْ» أي: حسبي اللَّه. شاهدًا بيني وبينكم، وشهادة اللَّه بإظهار معجزاته عليه، وقيل: شهادته له يوم القيامة أنه رسوله وأنهم كفرة فجرة «وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ» قيل: هو اللَّه تعالى، عن الحسن، وسعيد بن جبير، والزجاج. وقيل: أهل الكَتاب الَّذِينَ آمنوا من اليهود والنصارى منهم ابن سلام وسلمان وتميم الداري، عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وأبي علي. وقيل: أراد أن الكتاب الذي جئتكم به وهو القرآن يقضي بيني وبينكم، عن الأصم، وقال: لا يجوز أن يحاكم خلقه إلى عباده. وقيل: هم علماء أهل الكتاب لما عرفوا المعجزات وما ذكر في أخباره من التوراة والإنجيل، عن ابن عباس، وأبي القاسم، وأبي مسلم وجماعة. وقيل: هو علي بن أبي طالب، عن محمد بن علي. فأما القراءة بكسر ميم (مِن) فلا شبهة أنه اللَّه تعالى لأن الأشياء تعلم من عنده.
  · الأحكام: تدل الآية على ظهور الإسلام، وبطلان الشرك وسائر الأديان في أيامه، وبعد وفاته، وقد وجد ذلك، فيدل على معجزاته ÷.