التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 5 وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم 6}

صفحة 3829 - الجزء 5

  ذلك من ثواب وعقاب «الْحَكِيمُ» لا يفعل إلا ما توجبه الحكمة، وقيل: العزيز الممتنع لاقتداره، الحكيم في قضائه، عن ابن عباس.

  · الأحكام: تدل الآية على أن إيثار الدنيا على الآخرة مذموم، والمراد شدة حرصهم عليها واقتصارهم على ذلك ولم يرد ما لا بد من طلبه من مصالحه ومصالح عياله وما فيه عمارة طريق الآخرة.

  وتدل على أن كل رسول بعث إلى قومه بلغتهم، فأما نبينا ÷ فمبعوث إلى الكل فيحتمل وجهين:

  أحدهما: أنه مستثنى.

  والثاني: أنه يبين لقومه، ثم يبين للناس.

  وتدل على قولنا في اللطف؛ لأن كون الرسول منهم متكلفًا بلسانهم أقرب إلى القبول.

  وتدل على أنه أراد من الجميع اتباع الدين، فيبطل مذهب الْمُجْبِرَة في الإرادة والمخلوق.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٥ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ٦}