التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور 5 وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم 6}

صفحة 3830 - الجزء 5

  · اللغة: التذكير: التعريض للذكر، ذكره تذكيرًا، وذاكره مذاكرة، والذكر يكون بالقول ويكون في القلب، وهو حصول المعنى للنفس وهو يرجع إلى معنى العلم، واختلفوا، فقيل: السهو معنى يضاد الذكر الذي هو العلم، وقيل: هو ذهاب العلوم الضرورية لما جرت العادة بالعلم به.

  والبلاء: النعمة، والبلاء: الشدة، وهو من الأضداد، إلا أنه يقال في الإحسان: ابتليته، وفي غيره: بلوته.

  وصَبَّار «فَعَّال» من الصبر، والصبر: حبس النفس عما تنازع إليه، فالصبار: كثير الصبر، والشكور: كثير الشكر؛ لأن بناء «فعَّال» و «فعول» للمبالغة، والشكر: إظهار النعمة والاعتراف بالنعمة.

  · الإعراب: يقال: ما معنى (أنْ) في قوله: «أن أخرج»؟

  قلنا: يجوز فيه وجهان:

  أحدهما: بمعنى (التي) للتفسير، ويصلح (أن) التي توصل بالأفعال إلا أنها وصلت هاهنا بالأمر كما توصل (الذي) بضمير المخاطب في قوله: أنت الذي قمت.

  و «يذبحون» إذا دخلت الواو فالمراد به العطف لأنهم كانوا يذبحون ويعذبون أنواعًا غير الذبح فجاز العطف، وإذا حذفت الواو فالمراد به تفسير العذاب، عن الفراء.

  · المعنى: لما تقدم إرسال الرسل فسرها ببيان ذكر موسى. وغيره، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا» قيل: بالمعجزات والدلالات، وقيل: الآيات التسع، عن