قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين 13 ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد 14 واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد 15 من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد 16 يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ 17}
  وتدل على أنه تعالى وصفاته تعرف بأفعاله فلا صِفَة إلا وفعله يدل عليه بنفسه أو بواسطة.
  ويدل قوله: {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ} على أن المراد بدعوته الخلق أن يغفر لهم خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أن الإيمان والكفر فعلُهم لذلك صحت الدعوة فيبطل قولهم في المخلوق.
  وتدل على أن الاعتبار في النبوة بالمعجزات والاستصلاح لا بالصورة.
  وتدل على وجوب التوكل على اللَّه والانقطاع إليه.
  وتدل على أنهم كانوا اقترحوا الآيات كما فعله قوم نبينا ÷ لأنه لا يجوز ألا يظهر حجة أصلاً لأنهم يكونون معذورين ولكن إذا ظهر معجز فبعد ذلك أن ما يظهر إذا كان لطفًا يجوز ألا يظهر، عن أبي علي. قال أبو القاسم وفي قوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} حجة في الأصلح، والظاهر لا يدل على ما يقوله.
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ١٣ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ١٤ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ١٧}