قوله تعالى: {وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام 23 ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 24 تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون 25 ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار 26}
  أي: تعطي مأكولها وهو ثمرها «كُلَّ حِينٍ» قيل: ستة أشهر إلى صرام النخلة، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن. وقيل: سنة، عن مجاهد، وابن زيد. وقيل: شهران لأن مدة اجتنائها شهران، عن سعيد بن المسيب. وقيل: كل ساعة ليلاً ونهارًا، كذلك المؤمن يطيع اللَّه كل حين، عن الضحاك. وقيل: غدوة وعشية، عن ابن عباس، والربيع بن أنس. كأنه شبهه بشجرة تؤتي ثمرها غدوة وعشية، وقيل: في أوقات النهار، شبه الإيمان في جميع الأحوال بالشجرة المثمرة، وقيل: يؤكل من النخلة الطلع والبسر والرطب والتمر فهو دائم لا ينقطع كذلك أعمال المؤمنين تصعد في كل وقت وحين.
  ومتى قيل: فنفس الكلمة مشبهة بالشجرة أو من تمسك بها؟
  قلنا: ذكر الكلمة وأراد من تمسك بها بمنزلة هذه الشجرة.
  ومتى قيل: فما وجه التشبيه؟
  فجوابنا: ما ذكره اللَّه تعالى من الوجوه الثلاثة:
  أحدها: أصلها ثابت.
  والثاني: فرعها في السماء.
  والثالث: تؤتي أكلها كل حين.
  ولا مزيد على هذا البيان، فشبه كلمة الدين في ثباتها بالأدلة التي لا فساد فيها بقرار الشجرة التي أصلها على نهاية الثبات، وشبه ما يحصل من الرفعة بالدين والظهور بفروعها في السماء، وشبه ما يحصل من الثواب الدائم بثمرة هذه الشجرة كل