قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار 28 جهنم يصلونها وبئس القرار 29 وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار 30}
  والإحلال: وضع الشيء في محل، وهو على وجهين: إحلال مجاورة كمحل جسم في وعاء، وإحلال مداخلة كإحلال العرض في الجوهر.
  ومتى قيل: فحلول العرض في الجوهر بالفاعل أو بمعنى وحلول الجوهر [مجاورٌ] للجوهر كذلك؟
  فجوابنا: أما حلول الجوهر في جهة فإنه صادر عن علة هي كون يفعله الفاعل فوجود ذلك الكون بالفاعل، فأما اختصاص ذلك الكون بتلك الجهة لا يعلل وليس بالفاعل ولا بنفسه.
  والبوار: الهلاك، بار يبور بورًا، هلك، قال ابن الرهوي:
  يا رسول المليك إن لساني ... رايق ما فتقت إذ أنا بُورُ
  قال المؤرج: البوار: الهلاك بلغة عُمان.
  والند: المثل المنادد، وجمعه: أنداد، وقيل: الند الضد، عن أبي القاسم. وقيل: المثل، عن الزجاج. والصحيح ما بيناه أولاً.
  · الإعراب: الضمير في قوله: (أحلوا) في محل الرفع لأنه فاعل. «قومهم» نعت لأنه