التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار 28 جهنم يصلونها وبئس القرار 29 وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار 30}

صفحة 3870 - الجزء 5

  مفعول «دَارَ» المفعول الثاني. «جَهَنَّمَ» نصب بدل من «دار»، واللام في قوله: «لِيُضِلُّوا» لام العاقبة لا لام الإرادة؛ لأن عبادة الأوثان سبب يؤدي إلى الضلال، ويحتمل أن يكون لام كي أي: عبدوا الوثن كي يضلوا غيرهم، فأما القراءة بالنصب فلا يحتمل إلا لام العاقبة لأنهم لم يريدوا ضلال أنفسهم.

  · النزول: في سبب نزولها أقوال:

  قيل: إنها نزلت في كفار أهل مكة، عن عمر، وعلي #، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك.

  وقيل: نزلت في القادة من مشركي أهل مكة، أنعم اللَّه عليهم بالنبي فكفروا به ودعوا قومهم إلى الكفر به، عن قتادة، وأبي مسلم.

  وقيل: نزلت في بني أمية وبني المغيرة ورؤوس أهل بدر الَّذِينَ قادوا أهل بدر، عن ابن عباس، والأصم، وعمرو بن دينار، وجماعة.

  وقيل: نزلت في أبي جهل وأصحابه، عن الحسن. وعن علي #: هما الأفخران من قريش، أمية ومخزوم، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين، فأما بنو المغيرة فأخزاهم اللَّه يوم بدر.